top of page
Writer's pictureEyomy Etogawa

أراك يا صديقي

رأيتك جالسا وحدك في زاويه بعيده متجهما بوجه يعتمره شئ من الحزن. لم يكن هذا يوما طبع لك. فلطالما كنت مبتسما, مرحا مفعم بالنشاط بالرغم بما بك من ضعف و شقاء. لم أعتد يوما أن أراك بهذه الحاله إن كان حولك أحد, لكنك أخبرتني أني لست أحدا, فما بيننا ليس كما بين أحد منا و باقي البشر. أنا لا أريد أن أرى كل هذا الحزن على وجهك فناديتك بإبتسامه لعل ما بداخلي ينتقل لك, فأري إبتسامه منك تدخل الدفئ على قلبي فتجاهلتني. لا أدري لماذا و لم أعتد منك ذلك. قررت الإقتراب منك بحذر, لعلك سارح في أفكارك, غارق في أعماقك, فلا تشعر بمن أو بما حولك حتي بقي بيننا بضع خطوات فتنبهت لما حولك. لم أفهم نظراتك إلي, فكانت خاليه من أي شئ, صدقني لم أعد أفهمك. وقفت و هممت بالسير في اتجاهي. إتنابني شئ من الفرح ممتزج بشئ من الخوف, و حينما هممت بالتحدث معك فسرت خلالي كأني لست هنا, معك و امامك, الأن خلفك. ناديتك مرات عدى فلم تجب فقررت السير معك لعلي أعلم لما لا تراني أو تسمعني أو ماذا بك هذه المره لتصل الي هذه المرحله من الكرب, او أكان هذا دائما حالك؟ أكنت تخفي عني ما بك ولا تريني إلا قليل؟ من المحتمل أني كنت أري أكتر من البعض لكن ليس كل ما بك. و إذ بك تلتقي بأصدقائك و تبتسم معهم وكأن شئ لم يكن و يصيب قلبي سهام لا أدري من أين أتت. صدمت يا صديقي بحالك, لما أنت هكذا؟ و لما لا تطلب المساعد؟ لما تجبر نفسك على الابتسام و أنت في غايه حزنك؟ لما الشقاء و لما العناء؟ و لماذا لا استطيع سماع صوتك؟ أراك تتحدث ولا أسمعك! استطيع سماع ضوضاء العالم ولا استطيع سماع ما تقول, ألأن ما تقول لا ينبع من القلب؟ أكنت معي هكذا دوما؟ بدأت أسمع بضع كلمات بصوت خافت, لا استطيع تمييزها, اشتقت لصوتك و لم اشتك لنبرتك هذه. وقفت أتابع حديثك معم حتي إنتهيتم و مضي كل منكم إلى حال سبيله و ظللت أنا وقفه هنا بنظرات مليأه بالدهشه. نعم! كانت هذه دائما علاقتي بك. استطيع رؤيه ما بك, ولكن لا استطيع تمييز ما تقول ولا أفهمك. لطالما كنت جوارك لكن كالأشباح, لا تراها ولا تسمعها ولا تشعر بها, لكنها مجرد موجوده.



0 comments

Recent Posts

See All

Comments


bottom of page